في ذكرى النكبة لاجئ من قرية عراق المنشية يكتب عنها

صورة التقطت لأهل عراق المنشية والفالوجة عام 1948 جراء التطهير العرقي للقريتين .

صورة التقطت لأهل عراق المنشية والفالوجة عام 1948 جراء التطهير العرقي للقريتين .

اصبح لدي الاصرار الاكبر للعودة مع كل ذكرى نكبة نمارسها في مثل هذا اليوم من كل عام، الاصرار على العودة الى قريتي التي لم اعرف عنها الا اسمها وبعض الحكايا من جدتي وقواشين الارضي القديمة وصور ملتقطه حديثاً للقرية نللم فيها ولعنا واشتياقنا الى ارضنا مسقط رأس اجدادي وتنهيدة ابي.

انا من احدى قرى فلسطين والمحتلة عام 1949 (لا ليس خطأً في التاريخ لقد سقطت قريتنا بعد عام كامل من النكبة اي بعد مقاومة شرسه بين اهل القرية والجيش المصري والمتطوعين السودانين من جهة والعصابات الصهيونية وقتها من جهة اخرى ) ومسماها في العصر الحديث بـ ” عراق المنشية” التابعه لقضاء المجدل لمدينة غزة، وتقوم على البقعة التي كانت تسمى بلدة ” جت” الكنعانية حسب بعض الدراسات التي وردت هنا وهناك، والتي ولد فيها (جالوت) الجبار الفلسطيني حسب الرواية الشفوية التي تناقلها الناس من هناك، والتي عرف اهلها بالزراعة والغزل وغيرها قبل النكبة .

حاصرتها العصابات الصهيونية لمدة عام كامل في 15-5-1948، وظل اهلها صامدين مع الجيش المصري وقدموا اروع التضحيات، ويذكر ان الزعيم الراحل جمال عبدالناصر كان احد الضباط المرابطين للدفاع عنها مع الكتيبة المصرية التي تولت القسم الجنوبي عندما دخلت جيوش العرب (المؤسسة على عقيدة الهزيمة والهرب) لتحرير فلسطين، وظل الحصار لعام كامل ولم تستطع حينها عصابات الإرجون وأشتون من احتلالها، حتى عقد اتفاق رودس الذي اقضى بوقف اطلاق النار وسحب الجيش المصري الى ثكناته، كما ذكرنا كانت اخر القرى الفلسطينية التي سقطت تحت الاحتلال مما ادى الى تهجير اهلها الى مخيمات العروب والفوار ومخيمات الاردن شرقاً .

الأن وبعد تسعة وستون عاماً على احتلال القرية تعد من اهم الامكان الحيوية للكيان الصهيوني ويوجد على ارضها العديد من المصانع العالمية مثل مصنع انتل ونستله وكوكاكولا وتعد مركز تجاري مهم وقد اطلق السارقون عليها اسم “كريات جات” حتى وقتنا الحالي .

وأأكد في هذه الذكرى المؤلمة على قلوبنا الموجعه على صدورنا كما يؤكد جميع اللاجئين الفلسطينين في كل بقاع الارض بحقنا الطبيعي بالعودة الى ارضنا اريدكم جميعاً ان تتركوا الحديث عن النكبة هذا العام ولنتحدث قليلاً عن العودة لعلنا نسترجع شبراً واحد العام القادم في مثل هذه الذكرى.

أضف تعليق