الأسرى ونشيد الحرية : وفعلتها المقاومة !

هذه الأرض حبلى بالشهداء والأسرى والثكالى والمأسي وأعلم أنه ما دام هناك رشاش على كتف مقاوم لا بد أن يبقى شعبنا على قيد الحياة ويستمر من أجل تحرير الأرض والإنسان وانتزاع حق العودة وحق شعبنا في تقرير مصيره .

خاض أبطالنا الأسرى في سجون الاحتلال معركة شرسه للتغلب على السجان الصهيوني من مبدأ أن أي عقدة يفعلها الاحتلال يجد لها شعبنا حلاَ، بقدر العقدة وأكثر، كالسجون الصهيونية التي ضمت الكثير من الكثيرمن الأسماء التي نعرفها واطلعنا على سيرتهم وتضحياتهم وعملياتهم ضد الاحتلال .

الاحتلال يضيق الخناق على الأسرى بنقلهم إلى سجون انفرادية وتعذيب نفسي وجسدي حتى ضاق بهم الحال، لم يسمع أحد صراخهم ووحدتهم وتضحياتهم داخل المعتقل .

فقرروا و قررن أن يخوضوا معركة أسموها معركة الأمعاء الخاوية لكسر أنف السجان وغطرسته وأن يسمعوا صوتهم للعالم الذي يحيط بهم أن هناك المئات داخل المعتقل يقاومون للخروج ولتحسين اوضاعهم، هؤلاء الأسرى الذين جعلوا من أربع جدران إسمنيته ساحة نضال لم ترضخهم حتى بعد سنين عجاف من سجنهم، سمعهم العالم وحاول تقديم العون لهم كالإضراب معهم في حيفا والاردن والناصرة وغزة والضفة خيام اعتصام لدعم صمودهم والكثير من تضامن معهم لتقديم ولو الشيء البسيط لهؤلاء الابطال .

سمعت عذاباتهم وصراخهم المقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع غزة التي لم تتفانى للحظات لإكمال صقة التبادل التي كانت تحاول من سنين لإتمامها مع الاحتلال .

مقابل إطلاق سراح الجندي الصهيوني الذي خطفته المقاومة الفلسطينية في عملية مزدوجة’ بين أجنحة فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة والتي أطلق عليها اسم “الوهم المتبدد” في عملية قال عنها الجيش الاسرائيلي بأنها عملية غاية في التعقيد ليقتل في عام 2006 جنديين صهيونيين ويتم خطف الجندي من على ظهر دبابته والعودة به الى القطاع، ليتوارى عن الانظار لعدة سنين .

الرائع في الموضوع هنا أن نرى أسطورة الموساد التي طالما تغنت بها أنظمتنا الرجعية العربية الرسمية طيلة العقود الماضية تكسرت تحت أقدام المقاومين الابطال .

فلم تستطع الاستخبارات الصهيونية بكل أنواعها معرفة مكان الجندي، بعدما قامت بتجنيد المئات في غزة في رحلة البحث عن الجندي المخطوف وهنا لاحظ أن المقاومة الفلسطينية غير مخترقة من المخابرات الصهيونية وليست كأنظمتنا العربية التي يتهادى عناصر الموساد بداخل غرفها ليحصلوا على كل صغيرة وكبيرة فيها .

هذه المقاومة التي نرفع رأسنا بها كفلسطينين وعرب، هؤلاء جند الاقصى والقيامة وحراسهم بهم نسترد عزتنا وأرضنا لا بغيرهم .

تأتي مصر الثورة التي ما زالت ريح الثورة تهب منها الى جميع اقطار العالم مساوة مع أختها تونس الخضراء لتلعب دور البطل في إتمام الصفقة، لتبدو كما رأيناها على صورتها بعد إصرار المقاومة الفلسطينية وإملاء شروطها على الاحتلال، فوافق المحتل وبدأت فلسطين تتجهز للانتصار. كل بيت في الضفة و غزة والداخل الفلسطيني وحتى الجولان والشتات ناله قسط من الفرحة، من زف إليه بشرى أن ابنه او ابنته سيخرج في صفقة وفاء الاحرار. بدأوا في التجهيز وتزين البيت ودعوة الناس الى الاحتفال .

خرج الأسرى ودخلت الفرحة الى كل بيت فيه أسير في منظر غاب عنا من سنين تجلت في قدرة المقاومة على توزيع البسمة على أفراد شعبنا فرداً فرداً ،و في كل مكان، لحظات رائعة لا يمكن أن أنساها أو ينساها أحد، فهل الفرحة تنسى أو تغيب !، فليسجل هذا الانتصار في كتب التاريخ وعلى رأس صفحاته .

ويخطيء عباس حتى في نشوة انتصار الشعب .

تقام الاحتفالا في الكتيبة الخضراء وأمام مقر المقاطعه في رام الله، كانت غاية في الروعة والجمال ، ولكن في كلمة عباس في حضور الأسرى و ذويهم وافراد شعبنا، قال كلمة استفزت المشاهد والمتابع للموضوع فلقد خرج لنا عباس في كلمته ليقول أنه عقد صفقة أيضاً بالمثل مع الاحتلال لأخراج ألف أسير فلسطيني أيضاً، كصفقة جديدة !وقال في آخر خطابه نتمنى ان يوفوا بالعهد ان العهد كان عندهم مسؤولاً، بعدها بدقائق يخرج المتحدث بأسم حكومة العدو ليقول في لقاء صحفي أن هذا الموضوع أول مره أسمع عنه أنا وحكومتي ولم نعط لأحد أي وعد من هذا القبيل .

يحاول عباس التقليل من الصفقة إذاً في كلمته أم أنه يحاول كسب شعبية زائفة ؟ أم انه يحاول القول أن حماس اذا استطاعت عمل ذلك و أنا ايضاًَ بإمكاني فعله .

الفرق في كلتا الحالتين الفصائل المقاومة كانت لديها ارضية صلبة وهو الجندي الصهيوني، أما عباس وسلطته مجموعه لا تملك من أوراق الضغط على الاحتلال للإفراج حتى عن أسير فلسطيني يقضي عقوبة وحكم لمدة أسبوع فقط في سجون الاحتلال، هذا الفرق وشتان بين الأولى والثانية .

خرج الأسرى وسمعناهم يتحدثون ويصفون المقاومة بأبهى صورها ويقولون للمفاوض الفلسطيني أن الدولة والتحرير لا تأتي بالمفاوضات العبثية التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولكن تأتي بصلابة المقاومين الأبطال الذين ما رضخوا وما ذلوا قط اتجاه المحتل الغاصب .

وتحدث عباس الى إلاذاعة الاسرائيلية وقال انه سيزور الجندي الاسرائيلي الذي خرج بالصفقة للأطمئنان على صحته ويبارك له الحرية !! هل يقوم بها عباس ويغضب المئات من الأسرى الذين خرجوا ومن بقي منهم في المعتقل ويغضب الشارع الفلسطيني الذي استرد جزء ولو بسيط من حقه في خروجه ابطاله وتحريرهم .

هذا الكلام لا يخرج من قيادة فلسطينية واعية ومفروضه بقوة الشارع الفلسطيني أو حتى بمستوى الشعب الفلسطيني، وانما تعمل بأجندات وحسابات صهيونية بحته لكسب الرأي العام الاسرائيلي بالتغاضي عن الرأي العام الفلسطيني . هذه القيادة الى الأن لم تتصور ما هي مقدرات شعبنا وما مدى قوته وليعلم عباس ان بهذا الاستفزاز الذي سيقوم به سيغضب الكثير في الشارع الفلسطيني واتمنى ان لا يفعل ذلك من قلبي يكفينا ارتماء في حضن المحتل الغاصب وتقديم الولاء له .

هذه اللحظات الرائعه التي زرعت البسمة على وجهة شعبنا كانت نتاج رائع وعمل دؤوب من المقاومة ودورها القيادي وريادي للشعب الفلسطيني

نتمنى أن نرى بقية أسرانا غداً في بيوت ذويهم وعلائلاتهم وفي ميادين القتال كما يتمنون .

من أجل هذا الوطن نبقى نقاوم .للأسرى المتبقين في سجون الاحتلال اعلموا أن جوعكم جوعنا وعطشكم وعطشنا وعذابكم عذابنا وتحريركم وحريتكم هما حريتنا .

الأوسمة:

أضف تعليق